خاتمة السنة المدرسية
في ذات يوم، من أواخر حزيران، اجتمع التلاميذ والتلميذات في القاعة الكبرى وانضمّ اليهم معلّموهم ومعلّماتهم، ثم أتى مدير المدرسة وارتقى المنبر، ووزّع الشهادات وصحائف الشرف على المستحقّين الناجحين وهنّأهم على فوزهم، فكانت وجوههم مبتسمة متهلّلة؛ وأمّا الآخرون الذين لم يجتهدوا في خلال السنة المدرسيّة فنكّسوا رؤوسهم واحمرّت وجوههم خجلًا، ثم عبست واسودَّت، وكانت علامات الندامة بادية على عيونهم، فوجّه إليهم المدير موعظة وحثّهم على متابعة الدرس في أثناء الصيف كي يتقدّموا إلى الامتحان في مطلع السنة المقبلة. وبعده وقف الجميع وأنشدوا نشيد المدرسة وودّعوا مديرهم ومعلّميهم، حينئذ علت الهتافات في سماء القاعة وكثر الهرج والمرج، وتبادل النكت بين الرفاق، وأخذ كلّ واحد منهم يودّع الآخرين باليد واللسان.
وأخيرًا خرجوا متأبّطين محافظهم أفرادًا وجماعات، وساروا في طريقهم إلى بيوتهم ممتلئين فرحًا وطربًا إذ تخلّصوا من عناء الدرس، وسينامون تلك الليلة ملء عيونهم دون أن توقظهم أمهّاتهم في الصباح المبكر للذهاب إلى المدرسة.
وعمّا قريب سيذهب بعضهم إلى الجبال هربًا من حرّ المدينة لتمضية فصل الصيف، والبعض الآخر يقصدون شاطئ البحر للرياضة والاستجمام.
يوسف س. نويهض